التاريخ: Friday, June 22
اسم الصفحة: تقارير المدى
بغداد / المدى
انتقد وزير العمل والشؤون الاجتماعية ما اثير من تقارير وتغطيات اعلامية حول موضوع دار الحنان للاطفال شديدي العوق واتهم القوات الامريكية التي وزعت الشريط الذي صور الدار بانها تعمدت اظهار التناقضات والاكاذيب وان لهم نيات سيئة سابقة.
وعقد المهندس محمود الشيخ راضي وزير العمل و الشؤون الاجتماعية مؤتمراً صحفيا في مقر الوزارة لتسليط الضوء على ما اثير حول دار الحنان لشديدي العوق.وقال مصدر اعلامي ان الوزير استنكر الضجة الاعلامية التي أثيرت حول الموضوع و ابدى استغرابه الشديد للطريقة التي جرت فيها تغطية الموضوع من قبل وسائل الاعلام وبعض القنوات الفضائية التي تسرعت في اطلاق حكمها من خلال الشريط الذي وزعته القوات الامريكية و الذي لا يخلو من التناقضات و الاكاذيب .
وقال الشيخ راضي في معرض حديثه ان الوزارة مسؤولة امام الشعب و الحكومة العراقية فقط و الموضوع بحاجة الى تحليل موضوعي خاضع لتقييم منطقي بعيد عن التهيج والانفعالات العاطفية واكد ان هذه الدار هي واحدة من الدور الايوائية التي تضم المرضى شديدي العوق من البنين، حيث تم فصلها عن دار مناظرة كانت مشتركة مع الاناث من شديدات العوق وبعد ان جرى ترميمها وتأثيثها لاستيعاب هؤلاء الابناء .
واضاف الوزير بان هذه الدار ليست للايتام اصلاً فهؤلاء في اغلبهم مرضى بالشلل الدماغي ولذلك فهم عاجزون كلياً عن اداء اغلب متطلباتهم الحياتية وليس لهم اية سيطرة على افعالهم .
مشيرا الى ان عملية الدهم التي قامت بها القوات الامريكية كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهو امر يثير كثيراً من الاستغراب والتساؤل، مشيرا الى ان المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي مشكلة عامة يعاني منها الجميع، وان دائرة ذوي الاحتياجات بذلت جهوداً كبيرة لتأمين الكهرباء للدار من دائرة كهرباء بغداد – الكرخ القريبة منها ولكنهم لم يوافقوا لحداثة افتتاح الدائرة، وشعور الاولاد بالحر هو الذي دفعهم الى التعري .
واضاف الوزير مستهجنا المشاهد الامريكية بالقول: كم منا عندما تنقطع الكهرباء صيفاً يفعل ذلك ؟ أليس هذا مشهداً مألوفا في بيوتنا؟ فهل من الانصاف ان يتحول هذا التصرف من اولاد هذا حالهم الى أمر غريب تقرع له الطبول .واكد الوزير ان ما قامت به هذه القوات يشكل امتهاناً لكرامة هؤلاء الاولاد وتشهير بهم يستحق مرتكبوه المحاكمة على ذلك .
ولفت الشيخ راضي ان للقوات الامريكية نيات سيئة سابقة لعملهم وانه كان بأمكانهم الوصول الى نفس الاهداف التي يريدون بدون هتك و تشهير بهؤلاء المساكين بحسب قوله.
واضاف الوزير اننا لا نريد ابداً ان ندافع عن الاخطاء و لاننفي وجود التقصيرات وقد اوعزنا فورا للمفتش العام لأجراء تحقيق فوري بالحادث و نحن بأنتظار استكماله لأتخاذ الاجراءات القانونية بحق كل مقصر مهما كان، وبانتهاء التحقيق سوف تعلن على الملاْ نتائجه.
من جانب آخر اجتمع نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والخدمات سلام الزوبعي بوزير العمل والشؤون الاجتماعية محمود الشيخ راضي ووزيرة حقوق الانسان السيدة وجدان سالم ميخائيل.
وقال بيان صادر عن مكتب الزوبعي الخميس ان نائب رئيس الوزراء بحث بشأن الانباء التي اوردتها بعض الفضائيات والتي ركزت الضوء على دار الحنان لشديدي العوق في بغداد، كما اكد خلال اللقاء بأنه بصدد الوقوف على حقيقة الموقف وإنتظار نتائج اللجنة التحقيقية المختصة قبل الشروع باي عمل تجاه ما اثير، موضحا إن الزوبعي إستمع إلى شرح تفصيلي قدمه وزير العمل والشؤون الاجتماعية اوضح فيه ان ما اثير من انباء حمل في طياته الكثير من المبالغة الصحفية وان الاطفال ليسوا ايتاماً بل ان لديهم أسر مسؤولة عنهم وقد سلموهم الى الدار نتيجة لاشتداد العوق الذي يعانونه.
من جهتها قالت وزيرة حقوق الانسان وجدان سالم ميخائيل ان الدار هي حديثة جدا وقد انفصلت عن دار الحنان وان فريقا قد زارها وكانت بحالة جيدة وتحتوي على جميع المستلزمات.
وعلى نفس الصعيد اصدرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ايضاحا عن الصور التي التقطت في دار الحنان لشديدي العوق.
وقال بيان صادر عن الوزارة الخميس ان الوزير يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية قبل القانونية عن أي تأخير في تهيئة مستلزمات تقديم الخدمات بصورتها الطبيعية المقننة للدار التي التقطت فيها الصور إذا اثبت ذلك التحقيق القانوني الجاري حاليا، واضاف البيان ان الوزارة تؤكد إن الصور المعروضة ليست لأطفال من أية دار من دور الأيتام التي ترعاها دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة وإنما هي لأطفال من دار الحنان لشديدي العوق للبنين، مشيرا الى أن الدار التي التقطت فيها الصور كانت قد تم افتتاحها قبل خمسة وعشرين يوما من دخول القوات المسلحة الأميركية فيها وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وان اللجنة الطبية الخاصة كانت قد اجرت الفحوصات الطبية على المستفيدين وقبل خمسة ايام من دخول الجنود الأمريكان إليها واصدر كتابا موثقا يؤكد خلو الأطفال من اية امراض خطيرة .
وقال التوضيح ان الاطفال المستفيدين هم من شديدي الاعاقة المصابين بأمراض عقلية وجسدية مستديمة اضطرت ذويهم الى ادخالهم الى هذه الدار لعجزهم التام من رعايتهم لكونهم غير قادرين على الحركة او السيطرة على حركاتهم اوقضاء حاجاتهم الطبيعية، وهؤلاء الاطفال مرضى فعلا وانهم يتناولون الطعام بصعوبة بواسطة العاملات المعينات غالبا وان مايبدو عليهم من هزال سببه امراضهم المستـديمة او عاهاتهم التـي اصابتهم بــها أقدارهم .
واكد التوضيح ان الصور الملتقطة بانتقائية وباحتراف إعلامي ذي أهداف متعددة الوجوه والنيات كانت لأطفال الدار في أثناء انقطاع التيار الكهربائي ونضوب وقود المولدة الكهربائية وفي ذلك الوقت المتأخر من الليل حيث لا يتمكن العراقي من الخروج إلى أي مكان.
من جانبها اتهمت مديرة قسم المعوقين جسدياً في دار الحنان انتظار مهدي وسائل الاعلام ب"تضخيم" معاناة الاطفال.وقالت المديرة المعوقين جسديا في "دار الحنان لشديدي العوق"، ان الموظفين في الدار "هربوا من الخوف، لقد ضخمت وسائل الاعلام الموضوع بينما هم اطفال فاقدو الرعاية الاسرية ومتخلفون ومشلولون".
واضافت "اذا البستهم ثوبا فسرعان ما يخلعوه".
وقد بثت شبكة "سي بي اس" الاميركية التلفزيونية تقريرا مصورا للاطفال الذين ظهرت عليهم اثار المجاعة والمرض والاهمال، مؤكدة ان "هول الموقف اثار هلع الجنود الاميركيين والعراقيين المعتادين على رؤية ابشع الصور".وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اصدر امرا قبل اسبوع باعتقال كل موظفي دار الحنان و"التحقيق معهم وانزال العقوبة بهم".
الى ذلك انتقدت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بشدة الحادثة.وقال ممثل اليونيسف في العراق روجر رايت في بيان ان ما نشرته وسائل الاعلام "يعد دليلا على ان رفاه اطفال العراق اليتامى معرض لتهديد حقيقي".
واضاف "رغم انه بلد تملؤه مشاهد العنف اليومية، الا ان هذه الصور مروعة بالفعل. ان معاناة الاطفال بهذه الطريقة امر غير مقبول على الاطلاق."وحذر رايت من "وقوع اطفال ضعفاء اخرين تحت ظروف خطرة كهذه ليست المؤسسات الا ملاذا اخيرا للاطفال بشكل خاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعدون الاقل حصانة بين كل العراقيين".
واشار الى ان "اليونيسيف تعمل على مساعدة الاطفال اليتامى والمشردين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق