الغرباء وأحلامنا الوطنية والبريئة
نعيم عبد مهلهلتاريخ النشر 30/01/2012
بكت عشبة الحديقة لأنها شعرت هذه الأيام بأن الأحذية التي تدوسها أثقل بكثير من الأحذية التي كانت تدوسها قبل زمان، فأحست بأن من يقطف الورد في الحديقة هذه الأيام هم الغرباء.
أولئك الغرباء كم توغلوا في حياتنا، وكم كانت تنبؤات الكتب والجدات تحذرنا منها، وتكشف عن سنين عصيبة ستأتي...سنوات اللوعة والفيضانات والكركة وجيش كورش والاسكندر والخرفان الملونة. يأتون إلينا بأواني العسل وفي النهاية يقلبونها على رؤوسنا دبساً أسودَ، نرى فيه هلعنا وخوفنا وخضوعنا لسلطة القادم. حتى ثوراتنا التحررية تنتهي بنهايات مأساوية، وكأننا أول العاشقين لكلمات روبسبير الشهيرة: الثورة تأكل رجالها.
هناك بيت شعري جميل لآرثر رامبو يقول: ذات مساء أجلست الجمال على ركبتي فوجدته مراً.