ملجأ الحنان AL-Hanan orphanage

.

الخميس، 26 مايو 2011

مختصون: أطفال العراق يعانون مشاكل نفسية خطيرة

الخميس, 26 أيار/مايو 2011 
وكالات: كشفت دراسات علمية عن ان 18 بالمئة من العراقيين يعانون من أمراض نفسية، اغلبهم من الأطفال، نتيجة ما تعرضت له البلاد من أعمال عنف وإرهاب، فيما شكا عدد من الأطباء النفسيين من قلة الكادر المختص لعلاج الإمراض النفسية.
ويرى الدكتور علي العبيدي الطبيب النفسي المتخصص في مستشفى اليرموك ان تلك الإعاقات النفسية تنعكس سلبا على سلوكيات الأطفال وإنتاجيتهم في المستقبل .
ولا يعد الخوف هو السبب الوحيد لتعرض الأطفال لتلك الصدمات النفسية بل هي مخاوف أفرزتها الظروف الأمنية الخطيرة التي مر بها البلد خلال السنوات الأخيرة ، فالطفل اوس، 12 عاما، دخل في حالة ذهان حاد منذ ان شاهد فيلما على الهاتف النقال يصور حادثة مقتل صديقه ووالدته واحتراقهما.
اما احمد، 11 عاما، فمازال يخشى النوم او التنقل وحده بين غرفة وأخرى حتى خلال النهار كما يحلم برؤوس مقطوعة منذ ان شاهد جثثا مرمية في الطريق الى مدرسته خلال أحداث العنف الطائفي.
ويشير العبيدي الى ان اغلب الأهالي لا يذهبون لمراجعة الأطباء المختصين لدى إصابة أولادهم بإعراض نفسية، بل يلجأون الى رجال الدين او الأطباء المتخصصين في الأمراض العضوية وحتى ذهابهم الى المشعوذين.
ويشكو العبيدي من شح الكادر المختص من أطباء وباحثين سريرين ممرضين، مؤكدا ان الأطباء النفسيين العاملين في البلاد لا يتجاوزون الـ 100 طبيب أما الطبيبات فلا يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة، في وقت تتزايد فيه حالات الأمراض النفسية.
من جانبه يقول الدكتور محمد القريشي معاون المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة ان "هناك أربعة مراكز للصحة النفسية حاليا بالإضافة الى 36 وحدة نفسية في أكثر من مستشفى حكومي تم استحداثها في السنوات الأربع الأخيرة"، وأوضح ان " هذه المراكز والوحدات تعمل على إسناد المريض نفسيا واجتماعيا ومتابعة علاجه عبر جلسات العلاج النفسي وتزويده بالأدوية المناسبة فضلا عن وجود أقسام خاصة للأطفال تعمل على علاجهم من آثار الصدمات النفسية".
وأشار القريشي إلى ان " مسألة مراجعة الطبيب النفسي تعتمد على وعي الأهل بأهمية ذلك وتتوقف على مستواهم الثقافي والاجتماعي"، وتابع ان "الوزارة تعمل على تطبيق وسائل أخرى أكثر جدوى لتدارك الإصابة بالأمراض النفسية لدى الأطفال عبر إقامة دورات تثقيفية وتدريبية للمعلمين والمدرسين لرصد الطلبة الذين يتعرضون لآثار نفسية والمرشحين بالتالي للإصابة بإمراض نفسية".
ويقارن الدكتور محمد القريشي بين نسبة المرض النفسي في العالم والتي تتراوح مابين 10 الى 20 بالمئة ونسبته في البلاد والتي قد تصل لـ 18 بالمئة خلال العامين 2006 و2007 وهي نسبة عالية تعود أسبابها دون شك إلى ظروف الحروب والعمليات المسلحة التي أثرت على المرأة والطفل بشكل كبير.
ويمكن اعتبار شريحة الأيتام الأكثر تأثرا بالضغوط النفسية نظرا لما يعانيه اغلبهم من حرمان وعوز مادي غالبا فضلا عما واجهه بعضهم من قتل لذويهم على أيدي العصابات المسلحة او مقتلهم في أحداث العنف الأخرى.

هناك تعليقان (2):

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...